الدليل الثاني: قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ...)
قال: (الدليل الثاني: أن الله تعالى قال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ))[الحجرات:6]، وفي القراءة الأخرى: (فتثبتوا)، وهذا يدل الجزم بقبول خبر الواحد؛ لأنه لا يحتاج إلى التثبت) إذا كان عدلاً، فالله تبارك وتعالى أمرنا أن نتثبت وأن نتبين في الفاسق، فإذا تبين لنا في خبر الفاسق أنه حق عملنا به، إذاً إذا أخبرنا العدل الصادق فإنا نقبل خبره ولا نتثبت.قال: (ولو كان خبره لا يفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل العلم، ومما يدل عليه أيضاً أن السلف الصالح) وهذا يصلح أن يكون دليلاً مستقلاً (رضي الله تعالى عليهم وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون قال رسول صلى الله عليه وسلم كذا، وفعل كذا، وأمر بكذا، ونهى عن كذا) وهذا مبني على أنهم بلغهم في ذلك خبر عنه صلى الله عليه وسلم. قال: (وهذا معلوم في كلامهم بالضرورة، وفي صحيح البخاري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عدة مواضع وكثير من الأحاديث الصحاح يقول فيها أحدهم أيضاً: قال رسول صلى الله عليه وسلم، وإنما سمعه من صحابي ولم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه شهادة من القائل) أي: من الصحابة فمن بعدهم وجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال، أو فعل، أو أمر، أو نهى، وهذا دليل على أن خبر الواحد لا يفيد العلم عندهم.